التأصيل التوراتي للإرهاب الأمريكي اليهودي (1)

بقلم / جمال متولى الجمل

التأصيل التوراتي للإرهاب الأمريكي اليهودي (1)

مع استمرار حرب الإبادة في غزة
وتصعيد القتل لكل من يقابل الألة العسكرية الصهيوأمريكية والتدمير لكل مقومات الحياة الإنسانية ، خارج قوانين الإنسانية وادبيات الحرب الدولية ، وبشكل لا معقول لا إنسانيا ولا حتي عسكرياً ، لا بد من الوعي أن هذه الإبادة والتدمير المجنون كان سيكون حتي لو كان فعل المقاومة أقل كثيرا كثيرا مما كان في 7 / 10 / 2023 .

إذ من المعروف أن الحروب بين الأعداء في النهاية تخضع لقوانين منصوص عليها ، ومعقوليات مفهومة – وحسابات سياسية خاصة ودولية ، بغض النظر عن اسباب هذه الحروب واطرافها .

إلا في حروب الكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا في عدائهما وحربهما على الفلسطينيين والعرب عموما – وأهلنا في غزة على وجه الخصوص .
فهي خارج كل الموازين العسكرية والسياسية الخاصة والدولية .
والمسألة ليست رد فعل ولا ذريعة – كما يسوق البعض ، وخاصة ما ( طفح به عباس رئيس السلطة الفلسطينية قبل أول أمس ) .

إذ ان ما قامت به المقاومة في 7 / 10 – ماهو إلا موقف وعملية من عمليات ردود فعلها المقاومة على استمرار صلف الاحتلال كونه مغتصباً للأرض العربية الإسلامية ومنها ارض مقدسة ( القدس الشريف ) فضلا عن سجنه لأهل غزة
وإذلاله اليومي بل اللحظى لهم .

ويكفي للتدليل على خداع الأهداف الصهيونية المعلنة لشنها هذه الابادة – أن العالم كله شهد بأنه تم التوصل إلى هدنة في 19 يناير الماضي تم على أساسها تسليم وتبادل البعض من الأسري الصهاينة لدي حماس والفلسطينين لدي الصهاينة مع موافقة حماس باقرار الوسطاء ( مصر وقطر وحتي أمريكا ) على التزامها بالهدنة من جانب وتخليها عن الحكم وموافقتها على عدم اشرافها على إعادة الإعمار وتسليم السلطة تماما لحكومة توكنقراط فلسطينية .

ومع كل ذلك خرق الكيان الصهيوني هذه الهدنة وتخلى عن اسراه لدي المقاومة وعاد لشن حرب الإبادة ضاربا عرض الحائط بحياة اسراهم لدي المقاومة

وما كان ذلك الا ارضاءً لليمين الصهيوني ( الأشد والأكثر دموية وتطرفاً – إذ كل الصهاينة في أرض فلسطين المحتلة متطرفين ولكن بتفاوت بين تطرف وتطرف ) وتنفيذا لعقيدة ورغبات هذا اليمين وعلى رأسه الوزير الصهيوني شريك نتن ياهو إيتمار بن غفير وضمان عودته للحكومة بعد استقالته احتجاجا على الهدنة .

وعاد تسويق الأهداف الصهيونية الخدّاعة الهدف الأول : إعادة الأسري الصهاينة ..
في حين ان هؤلاء الأسري كانوا يعودون وفق بنود الهدنة واجراءاتها وخاصة أنه لم يتبقى منهم حينذاك سوي حوالى 59 أسير واسيرة مع بعض جثثهم.

والصهاينة محترفي مراوغة ، ومحترفي اغتصاب المكاسب ، ويتصفون بالصلافة في مفاوضاتهم
التي لا يهدفون فيها قديما مع العرب إلا لمنح السلام مقابل السلام .
و كان ذلك هو الهدف الاستراتيجي الصهيوني عند إثارة حل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال .

الرد : بأننا يمكن العمل على ( التسوية ) – وهذا المصطلح كان يستخدم خداعاً لتمرير التطبيع السعودي – وبقية العرب مع الكيان الصهيوني .
ويعني مصطلح التسوية :
لا ارض ، ولا إزالة احتلال ، ولا قدس ، ولا أقصي ، ولا عودة مهاجرين ، فضلا عن لا إقامة دولة ، ولا حتي منح استقلال لسلطة حكم ذاتي ..
أي لا شيئ للعرب عموما ولا الفلسطينين خصوصا مقابل – العيش ويأكلون ويشربون كشعب لاجئ في أرضه لا أكثر من ذلك .

جاءت المقاومة (لا حظ انني هنا لا اتكلم عن حماس ولا غير حماس – ولكن مجموع تكتلات المقاومة) بعملية 7/ 10 / 2023 وكان هدفها الرئيس ايضا ليس مجرد تبادل اسري
بقدر ماكان الهدف الأول إرغام الكيان الصهيوني على الاعتراف بالحق الفلسطيني في أرضه ( على الأقل والحد الأدني حدود 1967 – حسب التقسيم الأممي ( الجائر والمنحاز ) .
واستبدال هدف التسوية الصهيوني إلى عودة الهدف العربي إزالة الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة .
ووقف التطبيع السعودي واعتراف المملكة بالكيان الصهيوني وهي الخطوة التي دفعت إليها أمريكا دفعا واتخذت فيها خطوات غير خفية .

وتطبيع السعودية سيكون بمثابة فك عقدة التطبيع العربي الاسلامي ( بعد فك العقدة المصرية في اواخر سبعينات القرن الماضي) والتي هب العرب على إثرها بمقاطعة مصر ( يوم أن كان للعرب بقية من دم وإرادة) .

والان هذا الدمار وهذه الإبادة ليست ابدا رد فعل على موقعة 7 / 10 –
ولكنها رد فعل يهودي صهيوني توراتي على إفشال المقاومة لخطط فك عقدة التطبيع وإفشال شعار التسوية وإفشال خطة السلام مقابل السلام .

وتصدر الإعلام والسياسة الدولية شعارات ومطالبات إزالة الاحتلال وإقامة دولة فلسطين والسلام مقابل الأرض والعاصمة المقدسية ( ولو كانت الشرقية ) .
واتفاق صهاينة أمريكا والصهاينة في الكيان الغاصب المسمي باسرائيل على إكراه أهلها الصامدين المحتسبين على مغادرتها هو أيضاً عقاب مستقبلي وليس عقاب على ما سبق ( رسالته الإصرار على السلام مقابل السلام والتسوية على ذلك وطي اهداف عودة الاراض وإقامة الدولة وتحرير القدس ) .
وهذه عقيدة اليهود (ياهو، يهوه) وأنهم يتقربون للرب بما يقومون به من سفك الدماء البريئة وتدمير كل شيء على وجه الأرض (سياسة الأرض المحروقة)…

ومن فضل الله أن مصر يقظة وتصدت لهذه الأهداف الصهيونية الخبيثة وتزعمت إفشال عملية التهجير طوعا أوكَرهاً حتي تبقي الأهداف العربية على الطاولة .

ولكن سنواجه بالعقيدة التوراتية ( المحرفة والمزورة بالطبع) والتي يتمسك بها الصهاينة بأن العرب بل كل البشر من غير اليهود او المتصهينين من كل دين وأرض لاحق لهم في العيش أو الحياة.

وللحديث بقية
____________
(*) العنوان وبقية مقالاته كتبها الكاتب مصطفي إنشاصي
وكتبت انا هذه المقدمة للمقالات القادمة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى